بيانات

بيان المجلس الإسلامي العلمائي: في عين الله أبا جميل

في عين الله أبا جميل…


(( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا ))


 في مرحلة تحمل كلّ التحديات الصعبة، فجعت الأمة برحيل علمٍ من أعلامها ورمزٍ كبيرٍ من رموزها    العلامة المجاهد الشيخ عبد الأمير الجمري، الذي كان العالم الرباني، ورجل المحراب والمنبر، ورجل التقوى والصلاح، ورجل العطاء في كل الميادين العلمية والثقافية والروحية والاجتماعية والسياسية..


كان رجل الأمة الحاضر في كل قضايا الناس، عاش مع الناس في كل آلامهم وآمالهم، يتأوه لآهاتهم، ويتحسس كل معاناتهم، ضحّى بكل ما لديه في سبيل قضية أمته العادلة، ارتضى أن يعيش خلف القضبان دون تفريطٍ بحقٍ من حقوق الأمة.


كان رجل الجهاد والمواقف الصعبة، تقدم صفوف الجماهير في لحظةٍ عصيبةٍ، عاش الإخلاص لله، ووقف صامداً ومتحدياً ومتحملاً كل العناء، صابراً محتسباً راضياً ابتغاء مرضاة الله، ومضى شهيداً سعيداً.


وإذا كان قد رحل عنا بجسده، فهو باقٍ في القلوب، خالدٌ بفكره وروحه وجهاده وعطائه، وجودٌ عملاقٌ وهامةٌ شامخةٌ، وستبقى الأمة تحتضنه في كلّ عقلها وفي كل وجدانها وفي كل حركتها، وسيبقى خالداً في ذاكرتها ملتحقاً بقافلة الشهداء، شهيداً عظيماً تقدّمه الأمة قرباناً ضمن قافلة القرابين العظيمة…


هكذا غاب الرجل الكبير الذي لم تكسره قضبان سجنٍ ولا أسواط جلاّدٍ ولا إرهابُ سلطةٍ ولا معاناة مرض، وسيبقى الحاضرَ في كل قضايا الأمة، ولن تزداد الأمة برحيله إلا إصراراً وثباتاً على هذا الخط الإيماني المبارك الذي ترسّمه فقيدنا الكبير، وجاهد واستشهد من أجله…


فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم التحق بربه شهيداً ويوم يبعث حياً


المجلس الإسلامي العلمائي
26 ذو القعدة 1427هـ
18 / 12 / 2006م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى