حديث الجمعةشهر صفر

حديث الجمعة 522: نفحات نبويَّة!

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلواتِ على سيِّدِ الأنبياءِ والمرسلين محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الهُداةِ الميامين.
وبعد:

نفحات نبويَّة!

ففي الكلمة عن النَّبيِّ الأكرم (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم) أنَّه قال: “يا أبا ذرٍّ، إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى لا ينظرُ إلى صُوَرِكُمْ، ولا إلى أَموالِكم، ولكنْ ينظرُ إلى قلوبِكم، وأعمالِكم.

يا أبا ذَرٍّ، التَّقوى التَّقوى ههنا – وأشار إلى صدرِهِ -“. (الأمالي 536، الشيخ الطوسي).

* تمهيد: محطَّات الالتقاء مع النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)
قبل أنْ أتناول هذه الكلمةِ النَّبويَّة بالشَّرح، والتَّوضيح أضع هذا التَّمهيد.
إنَّ الالتقاء مع النَّبيِّ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم) في ذِكرى مولدِهِ.
وفي ذِكرى مبعثه.

وفي ذِكرى رحيله.
وكذلك الالتقاء مع كلِّ المناسبات الدِّينيَّة والتَّاريخيَّة لا يعني مجرَّد (استحضارٍ للتَّاريخ).

* قيمة استحضار التَّاريخ بتحويله إلى منهج
إنَّ القيمةَ الكبيرةَ لاستحضارِ التَّاريخ، وقضايا التَّاريخ حينما نُحوِّلُ هذا الاستحضار إلى (منهجٍ) يصوغُ كلَّ واقعنا الفكريِّ، والرُّوحيِّ، والعَمَلِيِّ.
عشنا في هذين الشَّهرين مناسباتٍ كبيرةً جدًّا غنيَّةً كلَّ الغِنى بعطاءاتِها الإيمانيَّة، فهل استطعنا أنْ نوظِّفَ هذه المناسباتِ الكبيرة والغنيَّة توظيفًا فاعلًا؟
هل استطعنا من خلال إحياء هذه المناسبات أنْ نرتقي بمستويات الوعي الإيمانيِّ عندنا؟

وبمستوياتنا الثَّقافيَّة؟
وبمستوياتنا الرُّوحيَّة، والأخلاقيَّة؟
وبمستوياتنا السُّلوكيَّة؟
وبمستوياتنا الرِّساليَّة؟
إذا استطعنا أنْ نحقِّق شيئًا من ذلك كان استحضارنا لهذه المناسبات استحضارًا ناجحًا.

وإلَّا فهذا الاستحضار فاشل كلُّ الفشل!
قد يقول البعض: إنَّ إحياءنا لهذه المناسبات يوفِّر لنا الحصول على (الأجر، والثَّواب)، وهذا أقصى ما نطمح إليه، إذ في الحديث: “أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا”. (هداية الأمَّة إلى أحكام الأئمَّة5/137، الحر العاملي).

نقول لهذا البعض: إنَّ الحصول على الدَّرجات العالية من الأجر، والثَّواب متوقِّف على تحقُّق أمرين:
الأمر الأوَّل: أنْ نفهم معنى: “أحيوا أمرنا”.
ماذا يعني أمرَ أهلِ البيت (عليهم السَّلام)؟
أمرُ أهل البيت (عليهم السَّلام) يعني: الإسلام.
يعني: الدِّين بكلِّ مفاهيمهِ، وأحكامِهِ، وقِيَمِهِ.
يعني: القرآن الكريم.

يعني: السُّنَّة النَّبويَّة، وسنَّة أهل البيت (عليهم السَّلام).
يعني: التَّقوى، والورع، والصَّلاح.
يعني: الجهاد؛ من أجل إعلاء كلمة الحقِّ.
يعني: الدَّعوة إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر.
الأمر الثَّاني: أنْ نتمثَّل عمليًّا في حياتنا شيئًا من أمرِ أهلِ البيت (عليهم السَّلام)!
أقول: شيئًا من أمر أهل البيت (عليهم السَّلام)، لأنَّ النَّبيَّ (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم) والأئمَّة من أهل بيته (عليهم السَّلام) يُمثِّلون مواقع العِصمة التي لا تتَّسع قدراتنا للاقتراب منها!

إذًا، فبمقدار ما يرتقي فهمُنا لمعنى أمر أهل البيت (عليهم السَّلام)، وبمقدار ما يرتقي مستوى التَّمثُّل لأمر أهلِ البيت (عليهم السَّلام) يرتقي مستوى الأجر، والثَّواب.

* محطَّات إرشاديَّة
بعد هذا التَّمهيد: نتناول شيئًا من التَّوضيح لكلمة النَّبيِّ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم)، والتي خاطب بها أبا ذرٍّ (رضوان الله عليه)، وهي خطابٌ لكلِّ المسلمين.
1- قوله (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم) لأبي ذرٍّ: “إنَّ اللهَ تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم، …”. (الأمالي 536، الشيخ الطوسي).
قِيمة النَّاس عند الله سبحانه لا تُقدَّر من خلال (صورهم)، فما أكثر الَّذين يحملون مظاهرَ في غاية الأناقةِ، والجمال، والبهاء، ولكنَّهم يحملون (بواطن) في غاية البَشاعة، والقُبح، والقَذَارة!

هذه بعض أحاديث تصفُ لنا نماذج من النَّاس يمتلكون مظاهر جميلة، وبواطن قبيحة.
الحديث الأوَّل: إذا لبس النَّاسُ “جلود الضَّأن على قلوب الذِّئاب، وقلوبهم أنتن من الجِيف، وأمرُّ من الصَّبر”! (كمال الدِّين وتمام النعمة، الصَّفحة526، الشَّيخ الصَّدوق).
الحديث الثَّاني: “…، كلامهم أحلى من العسلِ، وقلوبُهم أمرُّ من الحنظل، …” (بحار الأنوار52/264، العلَّامة المجلسي).

الحديث الثَّالث: “…، ويكون أهل ذلك الزَّمان لهم وجوهٌ جميلة، وضمائرُ رديَّةٌ، مَنْ رآهُمْ أعجبوه، ومَنْ عاملهم ظلموه” (إلزام النَّاصب في إثبات الحجَّة القائم2/161، الشَّيخ علي اليزدي الحائري).

ومتى أصبح النَّاس يحملون هذا التَّناقض بين الظَّاهر والباطن ماتت الثِّقة، وغاب الأمن والاستقرار، وانتشرت في المجتمعات كلُّ أشكال الخداع، والنِّفاق، والكذب، والدَّجل، والاحتيال، وهكذا تتمزَّق الأواصر، والعَلاقات، فلا حُبٌّ، ولا تسامح، ولا تآلف!
وهذا نتيجة طبيعيَّة حينما تكون البواطن قَذِرة، والظَّواهر مزوَّرة!
2- قوله (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم) لأبي ذرٍّ: “…، ولا ينظر إلى أموالكم، …”. (الأمالي 536، الشيخ الطوسي).

قِيمة الإنسان عند الله سبحانه وتعالى ليس من خلال الثَّراء!
وليس من خلال الجاه!
وليس من خلال الموقع!
لقد راجت هذه المعايير عند النَّاس!
فالقِيمة كلُّ القيمة للإنسان بمقدار ما يملك من مال، وثراء!
وبمقدار ما يملك من وَجَاهات!
وبمقدار ما يملك من مواقع، ومناصب!
بغضِّ النَّظر عن الأعمال، والسُّلوكات، والممارسات.
لا قِيمة للمال، والثَّراء إذا لم يخدم مصالح البشر حسبما أراد الله تعالى.
ولا قِيمة للمواقع، والمناصب، والوَجاهات إذا لم تقدِّمْ عطاءاتٍ تنفع العباد حسبما أراد الله تعالى.
فالكبير الكبير ما يكون كبيرًا عند الله تعالى.
فالكثيرون ممَّن يملكون الأموال، والثَّروات، والمواقع، والوَجَاهات هم كبار في الظَّاهر يحترمهم النَّاس، يُقدِّرُونهم، يُعظِّمُونهم!
ولكن هل هُمْ كذلك عند الله تعالى؟
ربَّما لا يكونون كذلك!، لأنَّهم لا يملكون باطنًا كبيرًا كما هو ظاهرُهُم.
فظاهِرُهم كبيرٌ كبيرٌ عند النَّاس، وباطنهم صغيرٌ صغيرٌ عند الله تعالى.
“مَنْ كان ظاهره أرجح مِن باطنِهِ خفَّ ميزانُه يوم الحساب”. (الوافي5/857، الفيض الكاشاني).

فما أكثر الَّذين يملأون الدُّنيا ضجيجًا!
وما أكثر مَنْ يُنشر لهم من الثَّناءِ ما بين المشرق، والمغرب!
إلَّا أنَّ أحَدهم لا يُسَاوي عند اللهِ سبحانه جَناحَ بَعُوضة!
3- قولُهُ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم): “…، ولكنْ ينظرُ إلى قلوبِكُمْ، وأعمالِكُمْ، …” (الأمالي 536، الشيخ الطوسي).
القِيمةُ كلُّ القيمةِ عند اللهِ تعالى حينما تكونُ القلوبُ نظيفةً.
والقِيمةُ كلُّ القيمةِ عند الله تعالى حينما تكونُ الأعمالُ نظيفةً.
أولًا: متى تكونُ القلوبُ نظيفةً في معيارِ الدِّينِ؟
القلوبُ النَّظيفةُ في معيارِ الدِّينِ هيَ تلك القلوبُ التي تحتضنُ الإخلاصَ للهِ تعالى.
ولذلك أكَّدتْ النُّصوصُ الدِّينيَّة على قِيمةِ الإخلاص.

1- في الآيات الكريمة

أ- قوله تعالى في (سورة الزّمر: الآية 3): ﴿أَلَا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ …﴾.
الدِّين ليس مجرَّدَ شِعار يُطلق.
وليس مجرَّدَ كلمةٍ تُقال.
وليس مجرَّد مشاعر فارغة.
وليس مجرَّد ممارسات كاذبة.
الدِّين وعيٌ خالص للهِ تعالى.
والدِّين قَلْب خالص للهِ تعالى.
والدِّين سلوك خالص لله تعالى.
﴿أَلَا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ …﴾.

ب- قوله تعالى في (سورة الأعراف: الآية 29): ﴿… وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ …﴾.
لا تدعوا غير الله تعالى، ولا تشركوا به أحدًا.
فالدُّعاء له وحدَه.
والعبادة له وحدَه.
والاستعانة به وحدَه.
والمُشتكى إليه وحدَه.
فاجعلوا الدِّين خالصًا لله سبحانه، في فكركم، وفي عواطفكم، وفي كلِّ سلوكِكم.

2- في الأحاديث الشَّريفة

وأمَّا الأحاديث والرِّوايات المؤكِّدة على الإخلاص، والمحذِّرة من كلِّ أشكال الرِّياء، فكثيرٌة جدًّا.

أ- قال (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم): “…، إذا عملت عملًا، فاعمل للهِ خالصًا، لأنَّه لا يقبل من عبادِهِ الأعمال إلَّا ما كان خالصًا، …”. (الوافي26/214، الفيض الكاشاني)
ب- وقال (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم): “أَخلصوا أعمالكم للهِ؛ فإنَّ اللهَ لا يقبل إلَّا ما خَلَصَ له”. (ميزان الحكمة1/756، محمَّد الريشهري).

ج- وقال (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم): “طوبى للمخلصين، أولئك مصابيح الهُدى، تتجلَّى عنهم كلُّ فتنةٍ ظلماء”. (ميزان الحكمة1/755، محمَّد الريشهري).

د- وقال أمير المؤمنين (عليه السَّلام): “أين الَّذينَ أخلصوا أعمالَهُم للهِ، وطهَّروا قلوبَهُمْ بمواضعِ ذِكرِ اللهِ”! (ميزان الحكمة1/756، محمَّد الريشهري).
فالإخلاص ما كان صادقًا كلَّ الصِّدق مع اللهِ تعالى، وربَّما يَتَمَظْهر بعض النَّاس بمظاهر الإخلاص، ولكنَّهم في بواطِنهم ليسوا كذلك!، هؤلاء هم (المراؤون)، وهؤلاء لا قِيمة لأعمالهم عند الله تعالى وإنْ حملت قيمةً كبيرةً عند النَّاس!

هـ- جاء في الحديث: “أوَّل من يُسأل يوم القيامة ثلاث: رجلٌ آتاه اللهُ العلم، فيقول الله تعالى: ماذا صنعت فيما علمت؟
فيقول: يا ربِّ، كنتُ أقوم به آناء اللَّيل والنَّهار.
فيقول الله (عزَّ وجلَّ): كذبت!
وتقول الملائكةُ: كذبت!
بل أردت أنْ يقال: فلان عالم.
ألا فقد قيل ذلك!
ورجلٌ آتاه اللهُ مالًا، فيقول الله (تعالى): قد أنعمتُ عليك، فماذا صَنعتَ؟
فيقول: يا ربِّ، كنت أتصدَّق به آناء اللَّيل، والنَّهار.
فيقول الله (عزَّ وجلَّ): كذبت!
وتقول الملائكةُ: كذبت، أردت أنْ يُقال: فلان جَواد.
ألا فقد قيل ذلك.
ورجل قُتل في سبيل الله، فيقول الله (تعالى): ماذا صنعت؟
فيقول: أمرت بالجهاد، فقاتلتُ في سبيلك حتَّى قتلتُ.
فيقول الله (عزَّ وجلَّ): كذبتَ.
وتقول الملائكةُ: كذبت.
بل أردت أنْ يقال: شجاع.
ألا فقد قيل ذلك”. (المحجَّة البيضاء في تهذيب الإحياء8/126، الفيض الكاشاني).
ثانيًا: متى تكون الأعمال نظيفة؟
نظافة الأعمال تعني التَّقوى.

* منطلقات التَّقوى
التَّقوى لها ثلاث منطلقات:
المُنطلق الأوَّل: حبُّ الله تعالى
وهذا المنطلق أرقى المنطلقات.

وتسمَّى العبادة التي تنطلق من (حبِّ الله تعالى) عبادة الأحرار.
المُنطلق الثَّاني: الخوف من الله تعالى
وتسمَّى العبادة التي تنطلق من (خوف الله تعالى) عبادة العبيد.
المُنطلق الثَّالث: الرَّغبة في ثواب الله تعالى
وتسمَّى العبادة التي تنطلق من (الرَّغبة في الثَّواب) عبادة التُّجَّار.
والعبادة في كلِّ منطلقاتها الثَّلاثة هي عبادة صادقة، ومقبولة عند الله تعالى.
1- قال تعالى: ﴿… وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ اللهِ …﴾. (سورة البقرة: الآية272).

2- وقال تعالى: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا …﴾. (سورة السَّجدة: الآية16).

3- ﴿… وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا …﴾. (سورة الأعراف: الآية56).
إذًا للتَّقوى منطلقات، وهذه المنطلقات تتمركز في القلب.
وهذا ما جاء في الكلمة عن النَّبيِّ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم)، حيث قال: “يا أبا ذَرٍّ، التَّقوى التَّقوى ههنا – وأشار إلى صدرِهِ -“. (الأمالي/536، الشيخ الطوسي).

* مظاهر التَّقوى
وإذا كان للتَّقوى منطلقات تتمركز في القلب، فإنَّ لها مظاهر تتحرَّك في الخارج.
ما مظاهر التَّقوى؟

مظاهر التَّقوى: (الاستقامة في كلِّ الممارسات)!

وبعبارة أخرى: التَّقوى هي (فعل الواجبات)، و(ترك المحرَّمات).
سئل الإمام الصَّادق (عليه السلام) عن تفسير التَّقوى، فقال: “أنْ لا يفقدكَ حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك”. (منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة3/345، حبيب الله الهاشمي الخوئي).

وهنا سؤال مهمٌّ جدًّا يُطرح، فالسُّؤال يقول: هل تتجزَّأ التَّقوى؟
ما معنى هذا السُّؤال؟

* أمثلة توضيحيَّة
لكي أوضح السُّؤال أطرح الأمثلة التَّالية:
المثال الأوَّل: شخص ملتزمٌ دينيًّا في مجال (العبادات) إلَّا أنَّه غير ملتزم دينيًّا في مجال (المعاملات التِّجاريَّة)!

فهل يصحُّ أنْ يقال عنه: إنَّه (متَّقٍ) في العبادات، و(عاصٍ) في (المعاملات التِّجاريَّة)، أم أنَّه يفقد عنوان (التَّقوى)؟
المثال الثَّاني: شخص ملتزمٌ عباديًّا، وفي معاملاته التِّجاريَّة إلَّا أنَّه يُمارس المعاصي في العلاقات الاجتماعيَّة، فيظلم، ويَغتاب، ويكذب، وينافق، فهل يصحُّ أنْ نسمِّيه متَّقيًا في العبادات والمعاملات التِّجاريَّة وعاصيًا في المساحة الاجتماعيَّة؟، أم أنَّه تسقط عنه صفة التَّقوى؟

المثال الثَّالث: شخص يملك الاستقامة في كلِّ مجالات حياته العباديَّة، والتِّجاريَّة، والاجتماعيَّة إلَّا أنَّه غير ملتزم بأحكام الشَّرع في بعض المساحات الثَّقافيَّة، والسِّياسيَّة.

والسُّؤال – هنا – نفس السُّؤال فيما تقدَّم.
* تعقيب على الأمثلة
تعقيبًا على هذه الأمثلة أقول: إنَّ التَّقوى لا تتجزَّأ، فمتى ما وجد موقع واحدٌ في حياة الإنسان، خارج عن (ضوابط الشَّرع) سقط (عنوان التَّقوى)، هذا العنوان الذي يفرض على الإنسان (الالتزام) في كلِّ مساحات حياته.
نعم، إذا سقط في معصية، وتَدَارَكها بالتَّوبة فورًا بقي محتفِظًا بعنوان (التَّقوى)، فـكما في الحديث “التَّائب من الذَّنب كمَن لا ذنب له، …”. (الوافي5/1095، الفيض الكاشاني)
أيُّها الأحبَّة، تزوَّدوا بالتَّقو
ى:
1- ﴿… فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾. (سورة البقرة: الآية197).
2- ﴿… وَاتَّقُواْ اللهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾. (سورة البقرة: الآية194).
3- إنَّ المتَّقين هم أولياء الله، ﴿… إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾. (سورة الأنفال: الآية34).

4- وهم عند ربِّهم ﴿… فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾. (سورة الدخان: الآية51 – 52).
5- ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ﴾. (سورة القمر: الآية 54-55).

وآخر دعوانا أنْ الحمد لله ربِّ العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى