التَّحلِّي بالحِكمة والمسؤوليَّة في ظلِّ الجائحة
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
والصَّلاةُ والسَّلامُ على خير خلقِه محمَّدٍ وآله الطَّيِّبين الطَّاهرين.
التَّحلِّي بالحِكمة والمسؤوليَّة في ظلِّ الجائحة
أمَّا بعدُ:
فَنَودُّ أوَّلًا أنْ نُبارك للمؤمنين قربَ حلولِ شهر رمضان المبارك، ونسألُه (جلَّ وعلا) أنْ يُحِلَّه علينا جميعًا بالخير، واليُمْن، والبَرَكات، والنَّجاةِ من الآفات، والأَدْواء، وأنْ يرزقَنا صيامَه، وقيامَه في عافية، ويُوفِّقنا للتَّمثُّلِ بآدابه التي حَضَّ عليها الرَّسولُ الكريم (صلَّى الله عليه وآله)، وأهلُ بيته (عليهم السَّلام).
ونظرًا للظُّروف الاستثنائيَّة التي يمرُّ بها بلدُنا، وعمومُ بُلدان العالم جَرَّاء انتشار وباء كورونا، ولأنَّ شهرَ رمضان المبارك هو من أكثر الشُّهور امتيازًا بتواصل المؤمنين فيما بينهم لذلك نُجدِّدُ التَّأكيد للإخوة والأخوات على ضرورة التَّحلِّي بالحكمة والمسؤوليَّة، وذلك بالالتزام والتَّقيُّد الكامل بالتَّوصيات الصَّادرة عن الجِهات المعنيَّة والمختصَّة، والصَّبرِ على ذلك، واحتسابه عند اللهِ (جلَّ وعلا)، والابتهالِ الدَّائم والصَّادق إلى الله تعالى بأنْ يرفعَ عن كاهلِ عبادِه هذا البلاء، ثمَّ إنَّه ورغم اقتضاء الظَّرفِ الرَّاهن لإغلاق المآتم والحسينيَّات لكنَّ ذلك لا يُصحِّح التَّعطيل لدورها الرِّياديِّ في التَّوعية والتَّعميق لإيمان النَّاس، وتوثيق صلتهم بالرَّسول الكريم (صلَّى الله عليه وآله)، وأهل بيته (عليهم السَّلام)، فإنَّ الاجتماع في المآتم وإنْ لم يكن متاحًا رعايةً لهذا الظَّرف إلَّا أنَّ مِن المُتاح لإدارات المآتم اتِّخاذ وسائل أخرى تستمرُّ بها المآتمُ في أداء رسالتها، والنُّهوضِ بدورها بالمقدار الميسور، وليكنْ ذلك من طريق البثِّ عبر الفضاء الافتراضيِّ.
لذلك نُوصِي إدارات المآتم بالتَّكليف للإخوة الخطباء – الذين كان مِن المفترض تصدِّيهم لإقامة مجالس الوعظ، والإرشاد، والعزاء على سيِّد الشُّهداء (عليه السَّلام) – بأنْ يسجِّلوا محاضراتهم، أو يُلقوها في الأوقات المقرَّرة بينهم؛ ليتمَّ بثُّها عبْر وسائل التَّواصل الاجتماعيِّ، والمواقع الإلكترونيَّة، وبعثها كذلك على حسابات المشتركين، فلا ينبغي تعطيل دور المآتم بذريعة أنَّ الظُّروف قد ألجأتْ لذلك، فإنَّ اجتماع المؤمنين وإنْ لم يكن ميسورًا إلَّا أنَّ من الميسور اعتماد منصَّات الفضاء الافتراضيِّ؛ لإيصال الرِّسالة التي أُنيط بالمآتم مسؤوليَّة التَّبليغ لها، والتي تتمحور في تعزيز الوعي الدِّينيِّ، وتعميق صِلة المؤمنين بقيم الإسلام، وبالقرآن، وبالرَّسول الكريم (صلَّى الله عليه وآله)، وأهل بيته (عليهم السَّلام).
كما نُوصي الإخوة في إدارات المآتم بأنْ لا يغفلوا عن الضَّرر الذي لحِق بالإخوة الخطباء جرَّاء التَّعطيل لمجالس التَّعزية، وأنْ لا يخذلوهم في مثل هذا الظَّرف، فهم كانوا وسيبقون العنصر الأهم في عمليَّة الإحياء لأمر أهل البيت (عليهم السَّلام)، لذلك يتعيَّن على الإدارات – وبالاستعانة بمرتادي المآتم من المؤمنين – التَّآزرُ، والتَّعاونُ؛ لنجتاز جمعيًا هذه الأزمة، فَلِمنبر الإمام الحسين (عليه السَّلام)، وخطبائه الكرام عليكم حقٌّ لا ينبغي إغفاله، أو التَّفريط فيه.
نسأل اللهَ تعالى أنْ يأخذ بأيدينا إلى ما فيه الخير، والصَّلاح.
والحمد لله ربِّ العالمين.
السَّيِّد عبد الله الغريفي
الشَّيخ محمَّد صالح الربيعي
الشَّيخ محمَّد صنقور
24 شعبان 1441 هـ
18 أبريل 2020 م