المفاهيم الإسلاميةمحاضرات إسلامية

أهداف البرامج الدِّينيَّة، وشروط نجاحها

هذه الكلمة التَّوجيهيَّة للعلَّامة السَّيِّد عبد الله الغريفي، وقد ألقيت لمشروع التَّعليم الدِّيني الصَّيفي تحت شعار (تعلَّم لتعمل) ١٤٤٢هـ – ٢٠٢١م، بمركز آل محمد (صلَّى الله عليه وآله) لعلوم القرآن – بمنطقة (السِّهلة الشَّماليَّة)، والذي تمَّ بثُّها عبر البثِّ الافتراضيِّ في يوم الأربعاء بتاريخ: (19 ذو القعدة 1442 هـ – الموافق 30 يونيو 2021 م)، وقد تمَّ تفريغها من تسجيل مرئيٍّ، وتنسيقها بما يتناسب وعرضها مكتوبةً للقارئ الكريم.

أهداف البرامج الدِّينيَّة، وشروط نجاحها

أعوذ باللَّه السَّميع العليم من الشَّيطان الغوي الرَّجيم
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصَّلوات على سيِّدِ الأنبياء والمرسلين سيِّدنا ونبيِّنا وحبيبنا وقائدنا محمَّدٍ، وعلى آلِهِ الطَّيِّبين الطَّاهرين المعصومين المنتجبين الأخيار الأبرار.
السَّلام عليكم أيُّها الأحبَّة جميعًا ورحمة الله وبركاته.

تثمين جهود العاملين في مركز آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) لعلوم القرآن
الأحبَّة الكرام في مركز آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) لعلوم القرآن في السِّهلة الشَّماليَّة، السَّلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أثمِّن بكلِّ محبَّة جهودكم الكبيرة في خدمة القرآن وأهداف القرآن، وإنَّه لعمل جهادي مبارك، في عصر راجت فيه (برامج الفساد والانحراف)؛ التي تعمل ليل نهار من أجل أن تسرق أجيالنا، ولولا جهود العاملين المخلصين لفقدنا الكثير من أبنائنا وبناتنا.
هذا معترك بين خطِّ الإيمان وخطِّ الضَّلال، بين خطِّ الصَّلاح وخطِّ الفساد، الضَّلال والفساد والانحراف يُروِّج بأحدث الوسائل وأحدث الإمكانات من أجل أن يسرق أجيالنا، ويسرق أبناءنا وبناتنا، فجزى الله مراكزنا الدِّينيَّة، ومواقعنا الإيمانيَّة، ومساجدنا، وحسينيَّاتنا، وكلَّ المواقع التي تعمل من أجل أن تحصِّن هذا الجيل، وأن تحمي هذا الجيل في مواجهة مشاريع الضَّلال، ومشاريع الانحراف، ومشاريع الفسق، لهذا أنتم وأمثالكم من النَّاشطين في هذا الاتِّجاه عملكم مبارك وعظيم جدًّا.

أهداف التَّعليم الدِّيني
حينما نقول التَّعليم الدِّيني، فإنَّ المقصود به هو التَّعليم الذي يرتبط بدين الله، ويرتبط بالقرآن، ويرتبط بالنَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ويرتبط بالأئمَّة (عليهم السَّلام)، ويرتبط بخطِّ الفقهاء، هذا هو التَّعليم الدِّيني.
حينما نتحدَّث عن التَّعليم الدِّيني لا نتحدَّث عن مسألة صلاة وصوم وحجٍّ فقط، بل نتحدَّث عن مساحة الحياة كلِّها.
الدِّين لكلِّ الحياة، ولكلِّ مواقع الحياة، فالتَّعليم الدِّيني يُعنى بكلِّ مساحات الحياة الفرديَّة، والاجتماعيَّة، والثَّقافيَّة والأسريَّة والسِّياسيَّة، وكلِّ مساحات الحياة.
ما هي أهداف التَّعليم الدِّيني؟
هناك ثلاثة أهداف مركزيَّة للتَّعليم الدِّيني، وسأتحدَّث بإيجاز جدًّا عن هذه الأهداف:
الهدف الأوَّل – من أهداف التَّعليم الدِّيني – هو: خلق الوعي الدِّيني (الأفكار والمفاهيم الدِّينيَّة)
صناعة العقل الدِّيني، وصناعة الثَّقافة الدِّينيَّة، وصناعة الوعي الدِّيني، هذا هدف مركزي.
التَّعليم الدِّيني يصوغ العقول، ويصوغ الأفكار، ويصوغ المفاهيم وهذا ما نسمِّيه بالوعي، وهذا ما نسمِّيه بالثَّقافة، وهذا ما نسمِّيه بالمفاهيم والرُّؤى والتَّصوُّرات، هذا هدف أساس من أهداف التَّعليم الدِّيني.

الهدف الثَّاني من أهداف التَّعليم الدِّيني: خلق الوجدان الدِّيني (العواطف والمشاعر)
الدِّين لا يتعامل مع العقل فقط، صحيح إنَّ الدِّين يصنع الوعي، ويصنع الثَّقافة، ويصنع المفاهيم، لكنَّه كما يتعامل مع العقل، يتعامل مع الوجدان، فإذا كان العقل يعني المفاهيم، ويعني التَّصوُّرات، ويعني الأفكار فإنَّ الوجدان يعني العواطف، ويعني المشاعر، ويعني الأحاسيس.
كما يصنع الدِّين عقلي ومفاهيمي، كذلك يصنع وجداني، ويصنع عواطفي، ويصنع مشاعري.
الحبُّ عاطفة، يصنعها الدِّين، والبُغض عاطفة يضع لها الدِّين حدودًا، هذه مشاعر يلامسها ويصنعها ويهتم بها الدِّين، الدِّين لا يهتم فقط بالفكرة وبالثَّقافة وبالمفهوم، وإنَّما يهتم كذلك بالمشاعر والعواطف والوجدان والأحاسيس، فكما يصنع الدِّين عقلًا يصنع وجدانًا، وكما يصنع الدِّين مفاهيم يصنع عواطف.

الهدف الثَّالث من أهداف الدِّين هو: خلق السُّلوك الدِّيني
السُّلوك يعني الممارسات، والأفعال، والتَّصرُّفات، والحركة في الحياة.
فكما إنَّ الدِّين يصنع مفاهيم ويصنع أفكارًا، وكما إنَّ الدِّين يصنع مشاعر وعواطف، كذلك إنَّ الدِّين يصنع سلوكًا، ويصنع حركة، ويصنع واقعًا في الحياة.
ولا قيمة لتعليم دينيٍّ لا يحقِّق هذه الأهداف الثَّلاثة.
عندما نطلق مشروعًا دينيًّا لنتساءل: كم حقَّق هذا المشروع من هذه الأهداف؟
-خلق الوعي الدِّيني
-خلق الوجدان الدِّيني
-خلق السُّلوك الدِّيني
إذا توافر هذا المشروع التَّعليمي على هذه الأهداف فهو مشروع تعليم ديني، وإلَّا يفقد هُويَّته الدِّينيَّة.
إنَّ هُويَّة التَّعليم الدِّيني مرتبطة بهذه الأهداف:
وعي ديني، وجدان ديني، سلوك ديني.
فلا قيمة لتعليم ديني لا يحقِّق هذه الأهداف
لا قيمة لوعي لا يحقق اتِّزانًا دينيًّا، فإنَّ صُنع الوعي بدون صُنع الوجدان يُعتبر خلل ونقص، فما قيمة صُنع المفاهيم فقط؟ إذا لم تنغرز المفاهيم في الوجدان وفي المشاعر تبقى مفاهيم متبلِّدة متكلِّسة، فلا قيمة لوعي لا يخلق وجدانًا دينيًّا.
ولا قيمة لوعيٍ ووجدان لا يخلقان سلوكًا دينيًّا.
في هذه الحالة خلق التَّعليم وعيًا وثقافة ومفاهيم، وكذلك خلق مشاعر وعواطف وأحاسيس، لكنَّه لم يخلق سلوكًا دينيًّا، فأيُّ قيمة للوعي وللمفاهيم التي لا تتحوَّل إلى سلوك؟ وأيُّ قيمة للعواطف وللمشاعر وللأحاسيس إذا لم تتحوَّل إلى سلوك عمليٍّ؟
إذًا الهدف الأساس في الوعي هو من أجل صناعة السُّلوك الواعي، والهدف الأساس في الوجدان من أجل صناعة السُّلوك المشحون بالعواطف الإيمانيَّة.
فالهدف الأعلى للتَّعليم الدِّيني هو انتاج السُّلوك الإيماني.

شعار: تعلَّم لتعمل
وجميل جدًّا أنْ اِختار برنامجكم الصَّيفي شعار (تعلَّم لتعمل).
وأنا أهنِّئكم على هذا الاختيار.
هذا شعار موفَّق جدًّا يعكس مصداقيَّة الهدف المركزي للتَّعلم الدِّيني.
شعار جميل وواعٍ وله مصداقيَّة حقيقيَّة.
(تعلَّم لتعمل) شعار ممتاز يعبِّر عن الهدف المركزي للتَّعليم.
أنا لا أتعلَّم للتَّرف الفكري فقط، وأنا لا أتعلَّم للمشاعر والعواطف فقط، وإنَّما أتعلَّم لأصنع سلوكًا عمليًّا، ولأصنع ضوابط تحمي كلَّ حراكي وكلَّ نشاطي في كلِّ المساحات، بدءً من المساحات الأسريَّة والفرديَّة إلى المساحات الاجتماعيَّة، وإلى المساحات الاقتصاديَّة، وإلى المساحات السِّياسيَّة، فكلُّ هذه المساحات هي منظومة الاهتمام الدِّيني.
إذن (تعلَّم لتعمل)، وليس تعلَّم لتخلق ثقافة دينيَّة فقط، فإنَّ الثَّقافة الدِّينيَّة مطلوبة، وإنَّ الوعي الدِّيني مطلوبٌ؛ لأنَّ السُّلوك أيضًا بلا وعي يتحوَّل إلى حالة منفلتة، لكنَّ هذا الوعي وهذه المشاعر مقدمة لسلوك يُراد له أن ينضبط.

جنبتان تؤكِّد عليهما التَّوجيهات الدِّينيَّة
حينما نقرأ التَّوجيهات الدِّينيَّة نراها تؤكِّد على جنبتين:
1- التَّعلُّم
2- العمل
تؤكِّد الأحاديث والرِّوايات على التَّعلُّم، وتؤكِّد على العمل، وليس التَّعلُّم فقط، التَّعلُّم مقدمة ووسيلة.
الجنبة الأولى: التَّعلُّم
الجنبة الأولى التي تؤكِّد عليها الرِّوايات والأحاديث هي التَّعلُّم الدِّيني.
•قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
«إذا أرادَ اللهُ بِعَبدٍ خَيرًا فَقَّهَهُ فِي الدِّين، وألهَمَهُ رُشدَهُ». (المتَّقي الهندي: كنز العمال 10/60، ح 28686)
«فقَّهه في الدِّين» التَّفقُّه: التعلُّم، وحينما نقول التَّفقُّه لا نعني دراسة أحكام الصَّلاة والصِّيام والحج والخمس، هذا جزء من التَّفقُّه.
التَّفقُّه يعني معرفة رؤية الدِّين في كلِّ مساحات الحياة، فكما أنت مطلوب أن تعرف حكم الدِّين في صلاتك، وصيامك، وخمسك، وحجِّك، مطلوب أن تعرف أحكام الدِّين في علاقتك الأسريَّة، وفي أوضاعك الاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة، والسِّياسيَّة، وفي كلِّ مساحات حياتك.
قد يفهم البعض أنَّ التَّفقُّه يعني دراسة فقه الصَّلاة، والصِّيام، والحَجِّ فقط!!
نقول: إنَّ دراسة فقه الصَّلاة، والصِّيام، والحَجِّ هذا جزء من التَّفقُّه.
التَّفقُّه هو معرفة رؤية الدِّين في كلِّ مساحات الحياة، فمثلًا التَّاجر مطلوب منه أن يتفقَّه في شؤون تجارته، والعامل الاجتماعي مسؤول أن يتفقَّه في شؤون الاجتماع، والَّذين يعشون مواقع الاقتصاد المختلفة مطلوب منهم أن يتفقهوا في حركة الاقتصاد، وهكذا…
إذن؛ «إذا أرادَ اللهُ بِعَبدٍ خَيرًا فَقَّهَهُ فِي الدِّين»، أي في كلِّ مساحات الحياة، لأنَّ الدِّين هو مساحة الحياة كلِّها.
•حديث آخر عن النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «أفضَلُ العِبادَةِ الفِقهُ». (الصَّدوق: الخصال، ص 30، ح 104)
المراد من الفقه: تعلُّم الدَّين في عقائده، وثقافته، وأخلاقه، وكلِّ مجالاته.
أي دراسة الإسلام، ودراسة الدِّين.
ونحن عندما نتحدَّث عن التَّفقُّه لا نقول إنَّه يجب أن يُصبح الإنسان فقيهًا وعالمًا، وإنَّما يحاول أن يتعرَّف على أحكام الدِّين، فيما هي مساحات حركته، ومساحات حياته، فهذا يُعدُّ تفقُّهًا.
حتَّى الكنَّاس مطلوب منه أن يتفقَّه، وحتَّى الخبَّاز مطلوب منه أن يتفقَّه، وحتَّى الرَّاعي مطلوب منه أن يتفقَّه، وحتَّى التَّاجر مطلوب منه أن يتفقَّه، وهكذا …
نعم العالم متخصِّص، والفقيه هو في المستوى الأعلى في التخصُّص، لكنَّ التَّفقُّه بمعناه العام هو التَّعرُّف على أحكام الدِّين، فأنت – في أيِّ موقع من المواقع – مسؤول أن تتعرَّف على أحكام الدِّين.
فـ «أفضَلُ العِبادَةِ الفِقهُ».
لماذا أفضل العبادة التَّفقُّه؟
لأنَّ الصَّلاة عبادة لا قيمة لها بدون تفقُّه.
والصِّيام عبادة لا قيمة له بدون تفقُّه.
والحجُّ عبادة لا قيمة له بدون تفقُّه.
وكذا التِّجارة، والاقتصاد، وكلُّ الحياة.
إذن، أفضَلُ عِبادَة هو التَّفقُّه؛ لأنَّه هو الذي يُنتج عبادات صحيحة، وينتج سلوكًا صحيحًا.
•وقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «أفٍّ لِكُلِّ مُسلمٍ لا يَجعَلُ في كُلِّ جُمعَةٍ يَومًا يَتَفَقَّهُ فيهِ أمرَ دِينِهِ، ويَسألُ عن دِينِهِ». (البرقي: المحاسن 1/150، ح 4.)
النَّبيُّ يتأفَّف، ويتضجَّر، (أفٍّ) كلمة تضجُّر، ومعنى أنَّ النَّبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يتضجَّر من شخص أو من أشخاص هو أنَّ هؤلاء سيكون مصيرهم صعب.
فالنَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يقول: «أفٍّ لكلِّ مسلم» بدون استثناء.
«لِكُلِّ مُسلمٍ لا يَجعَلُ في كُلِّ جُمعَةٍ يَومًا يَتَفَقَّهُ فيهِ أمرَ دِينِهِ».
ما معنى «يَجعَلُ في كُلِّ جُمعَةٍ»؟
ليس المقصود يوم الجمعة، ولكن يعني في كلِّ أسبوع، تعبير الجمعة المقصود به الأسبوع.
النَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يقول خصِّص لك يومًا في الأسبوع للتَّفقُّه في الدِّين، مثلًا تقرأ كتابًا إذا كنت تملك قدرة القراءة، أو تحضر درسًا دينيًّا، أو تستمع إلى موقع من مواقع الثَّقافة الدِّينيَّة، واليوم وسائل الثَّقافة مفتوحة، فليس شرطًا أن تحضر درسًا، أو تحضر حوزة، اليوم مواقع الثَّقافة الدِّينيَّة متوفِّرة، فخصِّص لك يومًا في الأسبوع للتفقُّه في الدِّين، وهذا لا يعني أنَّ أكثر من يوم غير مطلوب، فيمكنك أن تخصِّص أكثر من يوم في الأسبوع فهو شيئ جميل، لكن أقل شيئ أن تخصِّص لك يومًا في الأسبوع للتَّفقُّه في الدِّين.
مثلًا: تسأل عالمًا سؤالًا دينيًّا، أو تقرأ كتابًا دينيًّا، أو تنفتح على موقع من مواقع الثَّقافة الدِّينيَّة، فهذا كلُّه تفقُّه، فالنَّبيُّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يقول:
«أفٍّ لِكُلِّ مُسلمٍ – يتضجَّر لكلِّ مسلم – لا يَجعَلُ في كُلِّ جُمعَةٍ يَومًا يَتَفَقَّهُ فيهِ أمرَ دِينِهِ، ويَسألُ عن دِينِهِ»، والتَّفقُّه وسائله معروفة.
•قال الإمام عليٌّ (عليه السَّلام): «…، تَعَلَّموا القرآنَ فإنَّهُ أحسَنُ الحَديثِ، وتَفَقَّهوا فيهِ فإنَّهُ رَبيعُ القُلوبِ، …». (ابن ميثم: شرح نهج البلاغة 3/440، خ 110)
أهمُّ مصدر من مصادر الوعي الدِّيني هو القرآن، فتعلَّموا القرآن ليس قراءة فقط، بل تعلَّموا أحكام القرآن، وتعلَّموا أخلاق القرآن، وتعلَّموا ثقافة القرآن، وتعلَّموا مفاهيم القرآن.
إنَّ قراءة وتلاوة القرآن مطلوبة، وثوابها عظيم، لكن فهم القرآن بمقدار ما يتَّسع له فهم الإنسان مطلوب أيضًا، فإنَّ فهم القرآن له مراتب كفهم النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وفهم المعصوم (عليه السَّلام)، وفهم المجتهد، فهذه مراتب عالية من فهم القرآن الكريم.
فالإمام (عليه السَّلام) يقول: «تعلَّموا القرآن فإنَّه أحسن الحديث».
لا يوجد حديث أفضل وأرقى وأشرف وأنبل وأطهر من كلام الله.
أنت تتعامل مع كلام الله بشكل مباشر، الله يحدِّثك، ويكلِّمك أنت، فحينما تأتيك رسالة من أعزِّ إنسان لديك فإنَّك تحتضنها وتقبِّلها، وتضعها على صدرك؛ لأنَّها جاءت من إنسان في موقع متقدِّم في نفسك، وفي مشاعرك، وفي وجدانك، فكيف بكلام يأتي من الخالق العظيم، ومِن الرَّبِّ العظيم، ربِّ الكون وربِّ الإنسان.
عليٌّ (عليه السَّلام) يقول: «تعلَّموا القرآن فإنَّه أحسن الحديث، وتفقَّهوا فيه فإنَّه ربيع القلوب».
•قال لقمان (عليه السَّلام) لابنه وهو يَعظُه: «يا بُنَيَّ، اجعَلْ في أيَّامِكَ ولَياليكَ وساعاتِكَ نَصيبًا لَكَ في طَلَبِ العِلمِ، …». (المفيد: الأمالي، ص 255، مجلس 35، ح 2.)
اجعل لك وقتًا تتعلَّم أمور دينك، وأمور آخرتك.
•وقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «خِيارُكُم مَن تَعَلَّمَ القُرآنَ وعَلَّمَهُ». (الطوسي: الأمالي، ص 367، (المجلس الثاني عشر).
تأكيد على قيمة تعلُّم القرآن، بكلِّ مفاهيم القرآن، حيث إنَّ القرآن ينفتح على كلِّ المفاهيم.
•وقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «علَيكُم بتَعَلُّمِ القرآنِ، وكَثرَةِ تِلاوَتِهِ، …». (المتَّقي الهندي: كنز العمَّال 1/266، ح 2365.)

إذن، هذه الجنبة الأولى من جنبتين يؤكِّد عليهما التَّوجيه الدِّيني، حيث إنَّ التَّوجيهات الدِّينية تؤكِّد على جنبتين:
1- التَّعلُّم
2- (وهي الأهم) العمل بما تعلَّمت

الجنبة الثَّانية: العمل بما تعلَّم
التَّعلُّم ليس هدفًا، وليس ترفًا، وليس مجرَّد ثقافة.
التَّعلُّم وسيلة لصنع العقل الدِّيني، ولصنع الوجدان الدِّيني، ولصنع السُّلوك الدِّيني.
فإذن، العمل هو الهدف الأساس والأخير للتَّعلُّم.
فالجنبة الثَّانية التي تؤكِّد عليها التَّعليمات الدِّينيَّة هي العمل بما تعلَّمت.

النُّصوص الدِّينيَّة تُؤكِّد على قيمة العمل
حينما نقرأ النُّصوص الدِّينيَّة (الآيات والرِّوايات) نجدها تؤكِّد على قيمة العمل.

أوَّلًا: الآيات الكريمة
اقرأوا القرآن ستجدون تأكيدًا في نصوصه وآياته على العمل:
•قال تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾. (العصر: 1-3)
لم يقل سبحانه وتعالى: «آمَنُوا» فقط، بل قال: «آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ»، هذا جزء من العمل.
إذن، العمل هو الهدف الأساس من التَّعلُّم، فأنا لا أتعلَّم للتَّرف، أو لقضاء الوقت، أو لكي يُقال إنِّي عالم، لا، بل من أجل أن أعمل، ومن أجل أن أصوغ كلَّ واقعي.
•وقال تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ …﴾ (التَّوبة: 105)
الآية تؤكِّد على العمل، وليس التَّعلُّم والتَّثقيف فقط.
•وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا …﴾ (القصص:67)
القيمة الأساس هي للعمل.
الجنبة الأساس في التَّعلُّم هي العمل.
والقرآن مملوء بالآيات التي تؤكِّد على العمل.

ثانيًا: الرِّوايات الشَّريفة
الرِّوايات أيضًا تؤكِّد على العمل:
•قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «كُلُّ عِلمٍ وَبالٌ عَلى صاحِبِهِ يَومَ القِيامَةِ، إلَّا مَن عَمِلَ بِهِ». (الرَّيشهري: ميزان الحكمة 6/187، ح 14135.)
العلم وبال وكارثة إذا لم يتحوَّل إلى عمل.
•وقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِن عِلمٍ لا يَنفَعُ، وقَلبٍ لا يَخشَعُ، ودُعاءٍ لا يُسمَعُ، ونَفسٍ لا تَشبَعُ». (الكفعمي: المصباح 1/556).
العلم الذي لا يتحوَّل إلى عمل، هذا ليس علمًا نافعًا، وإنَّما هو علم للتَّرف، وعلم عاطل لا أثر له.
•وقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «أَلَا مَن تَعَلَّمَ القُرآنَ وعَلَّمَهُ، وَعَمِلَ بما فيهِ فأنا لَهُ سائِقٌ إلَى الجَنَّةِ، ودَليلٌ إلَى الجنَّةِ». (المتَّقي الهندي: كنز العمال 1/266، ح 2372)

•وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «العِلمُ بِلا عَمَلٍ وَبالٌ، العَمَلُ بِلا عِلمٍ ضَلالٌ».
(الرَّيشهري: ميزان الحكمة 6/187، ح 14141)
صحيح ليس فقط أعمل، لكن أعمل بعلم، فهناك علم وهناك عمل.

شروط نجاح البرامج الدِّينيَّة
أيُّها الأحبَّة، وأنا أتحدَّث مع القائمين هذا البرنامج الدِّيني المبارك، في هذه المنطقة منطقة السِّهلة الشَّماليَّة هنا أقول لكم كلمة:
أيُّها العاملون في هذه الحقل المبارك في مركز آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، إنَّ نجاح البرامج الدِّينيَّة يحتاج إلى مجموعة شروط، أوجزها بشكلٍ سريع جدًّا.

الشَّرط الأوَّل: الجهاز الإداري المؤهَّل
وإلَّا ارتبك البرنامج الدِّيني، ولم يؤدِّ أهدافه.
تعليم لا يُشرف عليه جهاز ناجحٌ مؤهَّلُ قادرٌ يفشل.
مشروع دينيٌّ لا يُشرف عليه جهاز إداريٌّ مؤهَّل، يرتبك، ولا يحقِّق أهدافه.
قد يكون البرنامج عظيم لكنَّ الجهاز الإداري المشرف جهاز فاشل، فهذا يُفشل المشروع، فنحتاج إلى جهاز إداري مؤهَّل.
الحديث عن الكفاءات الإداريَّة – شروط ومؤهِّلات الجهاز الإداري في مؤسَّساتنا الدِّينيَّة؟ – في حاجة إلى بحث لا تتَّسع له هذه الكلمة.
هذا هو الشَّرط الأوَّل، وهو أن نتوفَّر على جهاز إداري مؤهَّل بكفاءات عالية.

الشَّرط الثَّاني: الجهاز التَّعليمي النَّاجح
الجهاز التَّعليمي غير الجهاز الإداري، فالجهاز التَّعليمي هو الجهاز الذي يعلِّم، وهو الجهاز الذي يربِّي النَّاشئة.
مؤهِّلات الجهاز التَّعليمي
1-مؤهِّلات روحيَّة وأخلاقيَّة وسلوكيَّة
يجب أن نتوافر على جهاز تعليميٍّ مؤهَّل روحيًّا وأخلاقيًّا وسلوكيًّا، فلا يصح أن يكون شخص يُعلِّم النَّاس وهو لا يملك أخلاق الدِّين، ولا صفات الدِّين، ولا مُثُل الدِّين، فهذا شرط أساس أن يتوفَّر القائمون على تعليم النَّاس على مؤهِّلات روحيَّة وأخلاقيَّة وسلوكيَّة، من تقوى وورع.
2-مؤهِّلات علميَّة ثقافيَّة
يملكون نسبة مقبولة من ثقافة الدِّين، وثقافة الإسلام.
3-مؤهِّلات تربويَّة
امتلاك قدرة على التربيَّة، وقدرة على صياغة الأجيال، وصياغة النَّاس.
إذن، نحتاج إلى جهاز يُشرف على المشروع، ونحتاج إلى أجهزة تعليميَّة مؤهَّلة وناجحة وقادرة على أن توصل مفاهيم الدِّين، ومفاهيم القرآن إلى هذا الجيل.
لِمَن تُسلِّم أبناءك؟ سلِّمها إلى مَنْ يُؤتمن على الدِّين، أمَّا الذي لا يملك مؤهِّلات الدِّين، ولا يملك تقوى، فهو ليس مؤتمنًا، فهل أسلِّم ابني وابنتي إليه؟
متى يكون مؤتمنًا؟ يكون مؤتمنًا إذا كان ملتزمًا بأحكام الدِّين، وقِيَم الدِّين، وسلوك الدِّين، ومناقب الدِّين.

الشَّرط الثَّالث: المنهج التَّعليمي النَّاجح
لو توفَّر جهاز إداريٌّ ناجح جدًّا يُشرف على المشروع، ولو توفَّر جهاز تعليمي – معلِّمين ومعلِّمات – يملكون الكفاءات الكبيرة الكبيرة للتَّعليم، لكنَّ المنهج الذي يُدرَّس فاشل، غير ناجح، إذًا لن يُحقِّق المشروع أهدافه.
عندما أتحدَّث عن المنهج، أتحدَّث عن:
1-المواد التَّعليميَّة
مثل: دراسة القرآن، والفقه، والأخلاق، و…، فهذه مواد تُدرَّس.
2-برنامج يتحرَّك في أجواء المشروع التَّعليمي
مثل: الفعَّاليَّات والنَّشاطات، فهذه أيضًا جزء من التَّربية الدِّينيَّة.
فنحتاج أيضًا ثالثًا إلى منهج تعليمي ناجح.

الشَّرط الرَّابع: تعاون أولياء الأمور
وهو شرط أساس ومهِم، وأؤكِّد عليه، وأرجو الانتباه إليه من قِبَل أولياء الأمور، فأي مشروع ديني يفشل إذا لم يتحقَّق تعاون أولياء الأمور.
المشروع الدِّيني لمن؟
المشروع الدِّيني لأبنائنا وبناتنا، فإذا لم يتعاون الآباء والأمَّهات مع المشروع، ولم يُسلِّموا أبناءهم لمواقع التَّعليم الدِّيني، فحينها سيفشل مشروع التَّعليم الدِّيني ولن يحقِّق أهدافه.
إذن، هذا شرط أساس، وهذا خطاب للآباء والأمهات.

مسؤوليَّة أولياء الأمور
هناك مسؤوليَّتان أساس لأولياء الأمور
المسؤوليَّة الأولى: دعم ومساندة البرامج الدِّينية (مادِّيًّا، واجتماعيًّا)
يجب أن ينشِّط أولياء الأمور البرامج، ويقوموا بتقويتها وبدعمها ماديًّا، واجتماعيًّا، فهذا يُعتبر مساندة، وتشجيع، وتأييد، وهذا يُعطي للبرامج الدِّينيَّة قوَّة، وثباتًا، وديمومة.
مساندة أولياء الأمور تُعطي للبرامج الدِّينيَّة هذا الحضور وهذه الفاعليَّة.

المسؤوليَّة الثَّانية: ربط الأبناء بالبرامج الدِّينيَّة
مطلوب من أولياء الأمور أن يربطوا أبناءهم وبناتهم بالبرامج الدِّينيَّة، ادفع وشجِّع أبناءك وبناتك على أن يرتبطوا بالبرنامج الدِّيني.

مسؤوليَّة أولياء الأمور تجاه أبنائهم
أنتم يا أولياء الأمور – آباء وأمهات – يخاطبكم الرَّسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
•قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «أدِّبوا أولادَكُم عَلى ثَلاثِ خِصالٍ: حُبِّ نَبِيِّكُم، وحُبِّ أهلِ بَيتِهِ، وقِراءَةِ القُرآن، …». (المتَّقي الهندي: كنز العمَّال 16/189، ح45401)
تارة إنَّ الأب والأم قادران على أن يوفِّرا كلَّ الثَّقافة الدِّينيَّة للأبناء والبنات، وأخرى غير قادران على ذلك، إمَّا لأنَّهما لا يتوفَّران على الوقت، وإمَّا لأنَّهما لا يمتلكان كلَّ الوعي الدِّيني، إذًا هنا تكون مسؤوليَّة الأب والأم؛ لكي يؤدِّبوا ويثقِّفوا أولادهم دينيًّا أن يربطوهم بالبرامج الدِّينيَّة القائمة.
وجزى الله القائمين على هذه البرامج الذين وفَّروا لنا هذه الفرص، فنحن قد لا نتمكن أن نحقِّق هذه الأهداف، أو قد لا نملك ثقافة الدِّين بالقدر الكافي، أو لا يوجد عندنا الوقت لنعطي أولادنا الكثير من الوعي الدِّيني، فهذه البرامج تقدِّم خدمات، وتؤدِّي وظائف كبرى.
فإذن، لنسلِّم أبناءنا إلى البرامج الدِّينيَّة المؤتمنة، وإذا لم نسلِّمهم الى البرامج الدِّينيَّة اليوم فسوف تستلمهم برامج فاسقة، إنَّ الآباء اليوم لا يتمكَّنوا من السَّيطرة على الأبناء، فإذن علينا بقدر الإمكان أن نربطهم بهذه البرامج الدِّينيَّة المؤتمنة؛ التي تخلق عندهم الوعي، والحسَّ الدِّيني، والثَّقافة الدِّينيَّة، والسُّلوك الدِّيني.
•رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ (صلَّى الله عليه وآله) أنَّهُ نَظَرَ إلى بَعضِ الأطفالِ فَقالَ:
«وَيلٌ لِأَولادِ آخِرِ الزَّمانِ مِن آبائِهِم.
فَقيلَ: يا رَسولَ اللهِ، مِن آبائِهِمُ المُشرِكينَ؟
فَقالَ: لا، مِن آبائِهِمُ المُؤمِنينَ؛ لا يُعَلِّمونَهُم شَيئًا مِنَ الفَرائِضِ، وإذا تَعلَّموا أولادُهُم مَنَعوهُم، ورَضوا عَنهُم بِعَرَضٍ يَسيرٍ مِنَ الدُّنيا، فَأنا مِنهُم بَرِيئٌ، وهُم مِنِّي بُرآءٌ». (البروجردي: جامع أحاديث الشِّيعة 26/521، ح 39708/8)

«وَيلٌ لِأَولادِ آخِرِ الزَّمانِ مِن آبائِهِم …»، حديث خطير جدًّا.
الويل: العذاب الشَّديد لأبناء آخر الزَّمان من آبائهم.
«فَقيلَ: يا رَسولَ اللهِ، مِن آبائِهِمُ المُشرِكينَ؟
فَقالَ: لا، مِن آبائِهِمُ المُؤمِنينَ»
لماذا يا رسول الله؟
«لا يُعَلِّمونَهُم شَيئًا مِنَ الفَرائِضِ، وإذا تَعلَّموا أولادُهُم مَنَعوهُم، ورَضوا عَنهُم بِعَرَضٍ يَسيرٍ مِنَ الدُّنيا، فَأنا مِنهُم بَرِيئٌ، وهُم مِنِّي بُرآءٌ»
الأبناء يريدون الذِّهاب للبرامج الدِّينية، لكنَّ الآباء والأمهات لا يشجعونهم ويمنعونهم.
إذن، هذه مسؤوليَّة الآباء.
•عن الإمام عليٌّ (عليه السَّلام): «حَقُّ الوَلَدِ عَلَى الوالِدِ أن يُحسِّنَ اسمَهُ، ويُحسِّنَ أدَبَهُ، ويُعَلِّمَهُ القُرآنَ». (الريشهري: ميزان الحكمة 7/245، ح 16629).
•عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: «بَادِرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالْحَدِيثِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَكُمْ إِلَيْهِمُ الْمُرْجِئَةُ». (الكليني: الكافي 6/47، ح 5)

الشَّرط الخامس: تجاوب الأبناء مع البرامج الدِّينيَّة
هنا يبقى بُعد الأبناء في نجاح البرنامج، فإذا تجاوب الأبناء فنكون قد توفَّرنا على كلِّ الشُّروط.
ويتم هذا التَّجاوب والتَّفاعل من خلال:
1. وعي الأبناء لمسؤوليَّة التَّعلُّم الدِّيني
إذا توفَّر عند الابن وعي بضرورة أن يتعلَّم، وأن يتثقَّف؛ لكي يصنع دينه، ووعيه، وأخلاقه، وسلوكه، فإنَّ هذا الوعي يدفع الأبناء والبنات إلى أن يرتبطوا بالتَّعليم وبالثقافة الدِّينيَّة، وأن يقرأوا ويطالعوا، وأن يذهبوا للبرامج الدِّينيَّة.
فمطلوب أن نخلق هذا الوعي عند الأبناء؛ حتى يرتبطوا بالبرامج الدِّينيَّة.

2. حثُّ الأولياء أبناءهم على الالتحاق بالبرامج الدِّينيَّة
هنا دور الآباء والأمَّهات في التَّشجيع والحثِّ، وإيجاد المحفِّزات والمكافآت للأبناء؛ ليرتبطوا بالبرامج الدِّينيَّة.

3. قدرة البرامج الدِّينيَّة على اجتذاب الأبناء (المحفِّزات والمغريات)
هنا دور البرامج في إيجاد محفِّزات قويَّة تجتذب الأبناء، وتجتذب البنات، فتوجد برامج جافَّة جامدة لا تجتذب الأبناء، وتوجد برامج نشطة فاعلة مثيرة مغرية تجتذب الأبناء.

الخلاصة:
إذا توفَّرت البرامج التَّعليميَّة الدِّينيَّة على:
1-جهاز إداري مؤهَّل
2-جهاز تعليمي ناجح
3-منهج تعليمي ناجح
4-تعاون أولياء الأمور مع مشاريع التعليم الدِّيني
5-تجاوب الأبناء مع البرامج التعليميَّة الدِّينيَّة
كانت هذه المشاريع التَّعليميَّة ناجحة في تحقيق أهدافها؛ في صناعة أجيال إيمانيَّة ملتزمة في مواجهة المشاريع الأخرى التي تهدف إلى إفساد أجيال هذه الأمَّة ثقافيًّا وأخلاقيًّا وسلوكيًّا.
ومرَّة أخرى أشدُّ على يد الإخوة في مركز آل محمَّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) لعلوم القرآن في السِّهلة الشَّماليَّة، متمنِّيًا لهم كلَّ الخير والتَّسديد في خدمة أهداف القرآن.
كما أثمِّن تعاون أولياء الأمور من أجل إنجاح أهداف هذا البرنامج الدِّيني المسدَّد إن شاء الله.
ولا أنسى أن أعبِّر عن اعتزازي بأبنائي الكرام الذين انتموا بكلِّ شوق إلى هذا المركز الإيماني، وإلى كلِّ المراكز التي تعمل جادَّةً ومخلصةً من أجل تحصين هذا الجيل في مواجهة كلِّ المنزلقات.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى